قُطع الطريقُ عليّ يا أحبابي
ووقفتُ بين مكابر ومحابي
***
ذكرى احتراقي ما تزالُ حكاية
تُروى لكم مبتورة الأسبابِ
***
في كل عامٍ تقرؤون فصولَها
لكنكم لا تمنعون جَنابي
***
أوَ ما سمعتم ما تقول مآذني
عنها ، وما يُدلي به محرابي؟
***
أوَ ما قرأتم في ملامح صخرتي
ما سطّرته معاولُ الإرهابِ؟
***
أوَ ما رأيتم خنجرَ البغي الذي
غرسته كفُّ الغدر بين قِبَابي؟
***
أخَواي في البلد الحرامِ وطيبةٍ
يترقبانِ على الطريقِ إيابي
***
يتساءلان متى الرجوع إليهما
يا ليتني أسطيعُ ردّ جوابِ
***
وَأنا هُنا في قبضة وحشيّة
يقف اليهوديُّ العنيدُ ببابي
***
في كفّه الرشاش يُلقي نظرة
نارية مسمومةَ الأهدابِ
***
يرمي به صَدرَ المصلّي كلُما
وافى إليّ مطهّرَ الأثوابِ
***
وإذا رأى في ساحتي متوجّهاً
للهِ ، أغلقَ دونَه أبوابي
***
يا ليتني أستطيعُ أن ألقاهما
وأرى رحابَهما تضمُّ رحابي
***
أَوَلستُ ثالثَ مسجدينِ إليهما
شدّتْ رِحالُ المسلم الأوّابِ؟
***
أوَ لم أكن مهدَ النبوّاتِ التي
فتحت نوافذَ حكمةٍ وصوابِ؟
***
أوَ لم أكن معراجَ خير مبلّغٍ
عن ربّه للناس خيرَ كتابِ ؟
***
أنا مسجد الإسراء أفخرُ أنني
شاهدتُه في جيْئة وذَهابِ
***
يا ويحكم يا مسلمون ، كانّما
عَقِمَتْ كرامتكم عن الإنجابِ
***
وكأنَّ مأساتي تزيدُ خضوعكم
ونكوص همّتكم على الأعقابِ
***
وكأنّ ظُلْمَ المعتدين يسرُّكم
وكأنّكم تستحسنون عذابي
***
غيّبتموني في سراديب الأسى
يا ويلَ قلبي من أشدّ غيابِ
***
عهدي بشدْو بلابلي يسري إلى
قلبي ، فكيف غدا نعيقَ غُرابِ ؟!
***
وهلال مئذنتي يعانق ماعلا
من أنجمِ وكواكبٍ وسحابِ
***
أفتأذنون لغاصبٍ متطاولٍ
أنْ يدفن العلياء تحت ترابي؟!
***
يا مسلمون ، إلى متى يبقى لكم
رَجعُ الصدى، وحُثالةُ الأكوابِ ؟؟
***
يا مسلمون ، أما لديكم هِمّة
تجتاز بالإيمان كلّ حجابِ ؟؟
***
أنا ثالث البيتين هل أدركتمو
أبعادَ سرّ تواصُل الأقطابِ؟!
***
إني رأيتُ عيونَ من ضحكوا لكم
وأنا الخبيرُ بها ، عيونَ ذئابِ
***
هم صافحوكم والدماءُ خضابُهم
وا حرّ قلبي من أعزّ خَضَابِ
***
هذي دماءُ مناضلٍ ، ومنافحٍ
عن عرضه ، ومقاوم وثّابِ
***
ودماءُ شيخٍ كان يحملُ مصحفاً
يتلو خواتَم سورة الأحزابِ
***
ودماءُ طفلٍ كان يسألُ أمّهُ
عن سرّ قتل أبيه عندَ البابِ
***
إني لأخشى أن تروا في كفّ مَن
صافحتموه ، سنابلَ الإغضابِ
***
هم قدّموا حطباً لموقد ناركم
وتظاهروا بعداوة الحطّابِ
***
عجَباً أيرعى للسلام عهوده
مَنْ كان معتاداً على الإرهابِ؟؟
***
من مسجد الإسراء أدعوكم إلى
سفْرِ الزمان ودفتر الأحقابِ
***
فعلّكم تجدون في صفحاتهِ
ما قلتُهُ ، وتُثمّنون خطابي
***
للشاعر/عبدالرحمن العشماوي